mardi 19 février 2013

حقيقة الإخوان المسلمون و علاقتهم المشبوهة بآل سعود و المخابرات البريطانية


أزاح الكاتب الصحفى مارك كورتيس الستار عن العلاقة السرية التى ربطت جماعة الإخوان بالإحتلال البريطانى كشف كذلك فى كتابه “التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين” عن اتفاق بريطانيا والمملكة السعودية والإخوان على إغتيال الزعيم جمال عبد الناصر . ويكشف الباحث أن السعوديين، خاصةً بعد وصول الملك فيصل إلى السلطة فى 1964 عملوا مع الإخوان المسلمين على تمويلهم للقيام بعمليات اغتيال كثيرة لعبدالناصر، وانطوت هذه أحيانًا على تجنيد ضباط من القوات الخاصة لعبدالناصر وتهريب السلاح إلى «الجهاز السرى» للإخوان المسلمين، وردًا على زيادة مساندة السعودية للإخوان وغيرهم من المنظمات المتأسلمة، شنت مصر عبدالناصر موجة جديدة من القمع ضد المنظمة، ففى أواخر 1965، كشفت إدارة المخابرات المصرية مؤامرة ضخمة على النظام للقيام بعمليات اغتيال وتفجير قنابل، أسهمت السعودية بدعمها، الكتاب الذى صدرت الترجمة العربية له عن المركز القومى للترجمة، يكشف عن الوثائق الرسمية البريطانية التى رفعت عنها السرية خاصة وثائق الخارجية والمخابرات، و يفضح تآمر الحكومة البريطانية مع المتطرفين الإرهابيين دولاً وجماعات وأفرادًا فى أفغانستان، وإيران، والعراق، وليبيا، والبلقان، وسوريا، وإندونيسيا، ومصر وبلدان رابطة الدول المستقلة حديثًا، بل حتى فى نيجيريا التى تآمرت بريطانيا على خلافة سوكوتو فيها أوائل القرن العشرين مع متأسلمين هناك، وذلك لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.
ويوضح “كورتس” ، وهو صحفى وكاتب ومستشار، عمل زميلاً باحثًا فى المعهد الملكى للشؤون الدولية، ومديرًا لحركة التنمية الدولية ورئيسًا لقسم السياسة فى مؤسسة المعونة بالعمل والمعونة المسيحية، أن بريطانيا كانت ماهرة وماكرة فى التلاعب بكل الأطراف، وأن أكثر من استغلتهم ثم نبذتهم عندما لم يعد لهم جدوى وانتفى الغرض منهم، هم ” التيارات السياسية المتدثرة بالإسلام” كما يصفهم الكاتب بالـــ ” المتأسلمون” ، بدءًا من جماعة الإخوان ، للسعودية، لبن لادن، والشيع الأفغانية، للفرق الإندونيسية.
ويكشف الكتاب من خلال الوثائق أن المصلحة الخاصة كانت هى الأساس فى سياسة بريطانيا الخارجية، وأن المبادئ والقيم ليس لها مكان فيها، وأنها استندت فى ذلك أساسًا لسياسة «فرق تسد»، وتقلبت فى التعامل مع كل الأطراف المتضاربة، ودأبت فى ذلك على تفتيت الحركات القومية ومحاربتها، فاختارت بريطانيا والولايات المتحدة أن تحارب انتشار القومية بدعم الدولة الأشد اتسامًا بالطابع المحافظ فى المنطقة وهى دولة “السعودية، ويوضح الكاتب أنه عندما طرد «عبدالناصر» الإخوان المسلمين من مصر فى حملته للتضييق عليهم فى 1954، وجد كثيرون منهم ملاذًا فى السعودية، بعد أن ساعدت وكالة المخابرات المركزية فى إجلائهم، وسط ترحيب الأسرة الحاكمة السعودية، و عملوا على إدماجهم فى المجتمع السعودى، وارتفع البعض منهم لمناصب النفوذ فى مجال العمل المصرفى والتعليم الإسلامى، وسرعان ما حذا السوريون والعراقيون حذو المصريين فى الهروب من النظم القومية التى استولت على السلطة فى هذه البلدان إبان موجة التضييق، وفى أوروبا أيضًا، بدأ الإخوان المسلمون المنفيون يقيمون شبكات، ويشكلون فرعاً دوليًا فى ميونخ، يديره القيادى الإخوانى «سعيد رمضان».
ويفجر الكاتب مفاجأة كبيرة مدعومة بالوثائق، قائلا إنه بحلول أواخر الخمسينيات، كانت المخابرات المركزية قد بدأت هى أيضًا فى تمويل الإخوان، ويزعم أن الوكالة قامت بإنشاء خلايا دينية صغيرة فى السعودية تعارض القومية العربية بالاشتراك مع شركة أرامكو الأمريكية للنفط والسلطات السعودية.

وفى تجميع لأحداث تلك السنوات، كتب ويلى موريس وهو سفير فى السعودية مؤخرًا، أنه «فى نحو 1956 واتت الرئيس إيزنهاور واحدة من أفكاره السياسية النادرة، وظن أن الملك سعود يمكن تنصيبه تطبيقًا للقول «مثلما تكونون يولى عليكم» على العالم الإسلامى لمنافسة عبدالناصر فى مصر، وبالمثل كتب «إيزنهاور» فى مذكراته، قائلاً: هناك عامل أساسى فى المشكلة وهو نمو طموح عبدالناصر، والإحساس بالقوة التى اكتسبها من ارتباطه بالسوفيت، واعتقاده أنه يستطيع أن يبزغ قائدًا حقيقيًا للعالم العربى بأسره، ولدحر أى حركة فى هذا الاتجاه نريد تقصى إمكانية إقامة الملك سعود كثقل موازن لعبد الناصر، فإن السعودية بلد يضم الأماكن المقدسة للعالم الإسلامى، والسعوديون يعتبرون أشد العرب تدينًا، ومن ثم، فإن الملك ربما كان يمكن تنصيبه زعيمًا روحيًا، وبمجرد إنجاز ذلك نستطيع البدء فى المطالبة بحقه فى القيادة السياسية.
وبحلول أواخر الخمسينيات، كان البريطانيون قد روضوا أنفسهم وقبلوا صعود قوة السعودية الذى تدعمه الولايات المتحدة، وذلك بعدما شهدت العلاقة بينهما تدهورًا دبلوماسيًا بسبب النزاع الأنجلو سعودى على واحة البريمى، التى تقع فى منطقة غير محددة الحدود كانت تطالب بها عمان وأبوظبى والسعودية، وبعد ذلك أدرك البريطانيون أنه لم يكن لدى لندن خيار آخر، ومن ثم أصبحوا مدركين لجدوى استخدام السعوديين نيابة عن الإنجليز والأمريكيين فى العمليات السرية فى المنطقة. وفى عام 1958 انتشر ادعاء بأن السعوديين رشوا ضباطًا فى الجيش السورى بما يصل إلى مليونى جنيه إسترلينى لإسقاط طائرة عبدالناصر بقصفها وهو فى طريقه إلى دمشق، وقد افتضحت المؤامرة ولوح عبدالناصر فيما بعد بالشيك الخاص بذلك أمام وسائل الإعلام، وحسبما يقول محمد حسين هيكل، مستشار الرئيس عبدالناصر، فإن السعوديين دفعوا أيضًا لحسين ملك الأردن خمسة ملايين إسترلينى فى 1961 لتمويل مؤامرة بدوية لاغتيال عبدالناصر فى دمشق، وليس من المعروف ما إذا كانت لندن أو واشنطن متورطة فى هاتين المؤامرتين، لكن لا ريب أنهما رحبتا بهما.
ويكشف الباحث أن السعوديين، خاصةً بعد وصول الملك فيصل إلى السلطة فى 1964 عملوا مع الإخوان المسلمين على تمويلهم للقيام بعمليات اغتيال كثيرة لعبدالناصر، وانطوت هذه أحيانًا على تجنيد ضباط من القوات الخاصة لعبدالناصر وتهريب السلاح إلى «الجهاز السرى» للإخوان المسلمين، وردًا على زيادة مساندة السعودية للإخوان وغيرهم من المنظمات المتأسلمة، شنت مصر عبدالناصر موجة جديدة من القمع ضد المنظمة، ففى أواخر 1965، كشفت إدارة المخابرات المصرية مؤامرة ضخمة على النظام للقيام بعمليات اغتيال وتفجير قنابل، أسهمت السعودية بدعمها، وأعقب ذلك مطاردات للإخوان المسلمين وتضييق عليهم قامت بها قوات الأمن، وبعد محاكمة المتآمرين المزعومين فى ديسمبر 1965 حكم على سعيد رمضان بالأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة، وحكم على عدد من قادة الإخوان المسلمين بالإعدام، وتم شنقهم فى العام التالى، وكان من بينهم سيد قطب، الذى وفر كتابه “معالم على الطريق” الذى كتب فى السجن، بيانًا رسميًا بأهداف الأنشطة السياسية للإخوان، كما أصبح متنًا أساسيًا ألهم فيما بعد أيمن الظواهرى، نائب أسامة بن لادن، فى تنظيم القاعدة، والذى كان قد انضم للإخوان المسلمين فى مصر وهو فى سن الرابعة عشرة من عمره فى ذلك الوقت، وفيما بعد كتب الظواهرى أن دعوة سيد قطب للإخلاص لوحدانية الله والتسليم بسلطانه وحده وسيادته كانت هى الشرارة التى وحدت الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام فى الداخل والخارج. وبعد أن أجبر الإخوان المسلمون على العمل السرى تحت الأرض، لم يعاودوا الظهور مرة ثانية إلا بعد وفاة عبدالناصر فى 1970. وكانت بريطانيا لا تزال تخشى من أن تتمكن مصر عبدالناصر من توحيد العالم العربى– أو على الأقل جزء كبير منه– ضد بريطانيا، وفى ضوء ذلك استمر المخططون البريطانيون يكنون الرغبة فى إزاحة عبدالناصر من المنطقة، وبحثوا إمكان التدخل العسكرى المباشر فى مصر، بيد أنهم فى نهاية المطاف، استبعدوا الأمرين معاً، حيث إنه ليس هناك مبرر كبير للاعتقاد بأن خليفة عبدالناصر سيكون أكثر اعتدالاً وأكثر إذعانًا للنفوذ الغربى، كما تم رفض التدخل العسكرى، حيث إنه سيثير اضطرابًا ويزيد التسلل الشيوعى فى المنطقة؛ وإضافة لذلك، لا يستطيع أحد أن يطبق سياسة للشرق الأوسط تتعارض على نحو جامد مع سياسة الأمريكيين وهم لن يوافقوا على أى من هذين المسارين، وخلصت وزارة الخارجية فى سبتمبر 1965 إلى أنه يتعين علينا أن نتعايش مع نظام عبدالناصر.
ويوضح الباحث أن بريطانيا قد دعمت سياسة السعودية الإسلامية الخارجية، ففى عام 1965 كان مورجان مان، السفير البريطانى فى السعودية مقتنعاً بأنه فى مواجهة مع عبدالناصر، كان على النظام أن يعزز مكانته على المسرح العالمى، وكتب آنذاك يقول «إن فيصل يحاول استخدام الإسلام مغناطسيًا مضادًا لموضوع الوحدة العربية الذى طرحه عبدالناصر، وأنه يأمل فى إقامة كتلة إسلامية تسحب تدريجيًا قسمًا كبيرًا من الذين احتشدوا أفواجًا حول راية عبدالناصر، وهو ما أيده المسؤولون البريطانيون، وأولت بريطانيا مساندة غير مشروطة للحكام السعوديين، وتمثلت سياستها فى الحفاظ على بقاء النظام الحالى فى السعودية فى السلطة؛ لأن الحفاظ عليه مهم للمصالح الغربية فى الشرق الأوسط، كما كتب السفير كرو، سفير بريطانيا لدى السعودية، فى رسالته الأخيرة فى أكتوبر 1964.

samedi 16 février 2013

من منا يعرف ثروات بلاده" سنية شربطي "



إن الثروة الوطنية الطبيعية منها والعقارية والمنقولة والمؤسسية هي جوهر موضوع ثورتنا الاجتماعيةحيث وجب بحراكنا الثوري المعطل ان يركزوا الاحرار على سيادة الشعب على ثرواته حتى لا يستغفلوا كل الأجيال حيث ظل حجم كميات النفط والغازوالثروات الاخرى الذي تنتجها تونس مجهولا طيلة العقود الفارطة فمثلا النفط منذ اتفاقية الشراكةفي 1961 بين ستير اي الشركة التونسية
لصناعات التكرير وتوريد المحروقات والشركة الايطالية ايني والى حدود هذه اللحظة لا نعرف كم من برميل تنتج تونس من النفط وكم حجم العائدات من هذه المادة الثمينة ،واين تذهب العائدات ... أن الشركات الأجنبية تلتهم حوالي 80 بالمائة من مدخول النفط والبقية توزع على الفاسدين المستكرشين ولايصل للشعب التونسي حتى النزر القليل . لذلك على الاحرار العمل على فرض الشفافية في موضوع النفط وامتلاك المعلومة و للشعب التونسي الحق في معرفة المعطيات الحقيقية وأرقام دقيقة حول كمية ما ننتج من نفط يوميا ومن غاز ؟ وماهي العائدات ؟ واين هي الاتفاقيا ت والعقود التي ابرمت و تبرم مع شركات النفط وما مدى توفر الضمانات فيها لحق الشعب التونسي في ثروته أم أننا محكوم علينا ان نبقى عبيدا لشركات النهب والسرقة العامية والسماسرة المحليين . كيف يسيرون مؤسساتنا العمومية وهل هي حقا عمومية أم نهج الخوصصة هو هدفهم وو

vendredi 15 février 2013

رسالة إلى قوى تونس الحرة


مواطني ومواطنات قوى تونس الحرة، أيها الأعزاء 
اسمحوا لي قبل التوجه إليكم بهذا الخطاب أن أعبر لكم وللشعب التونسي عن حزني وألمي  لفقدان عزيز طالته أيادي الغدر.
أقول كما قال الأخ الرفيق حمة الهمامي: نم يا رفيقي، نم يا حبيبي، نم يا صديقي، نم يا أخي واطمئن، نم يا شكري وافتح العين لتنير القبر ثم استيقظ لترى الشعب قد هدر، ونزل المطر، ونبت الزرع وتفتح الورد، وطل الربيع وقد اخضر. نم يا عزيزي واطمئن فقد أراد الشعب الحياة فاستجاب القدر. نم يا حبيبي واطمئن، فمن لم يرم صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. نم يا أخي واطمئن، فقد ذهب الغادرون إلى الجحيم وقبله إلى الحفر.

مواطني ومواطنات قوى تونس الحرة، أيها الأعزاء 
إني أخاطبكم بكثير من شغاف القلب وكثير من حكمة العقل. إني أدعوكم إلى تشخيص دقيق ومتبصر واستشرافي  لهذه اللحظة الفارقة في ثورة الشعب التونسي.
  1. فكما أعلم وتعلمون أن الشعب قد حسم أمرا على غاية من الأهمية يوم 14 جانفي 2011 بإسقاطه رأس النظام وجهازه الحزبي المتعفن، وما كان بالإمكان تحقيق ذلك إلا بثورة عارمة ووحدة وطنية صماء وبعد أن خبر هذا النظام الذي استكمل ملامح  الفضاعة والبشاعة وشروطهما
  2. ولما لم يكن للشعب خبرة كافية بمكونات المشهد السياسي البديل، ولما لم تكن له الخبرة اللازمة لإدارة شؤونه بنفسه، فقد منح النخب السياسية نصف وكالة لإدارة ما اصطلحت الطبقة السياسية على تسميته بالانتقال الديمقراطي، إذ لم يشارك الشعب إلا بأقل من نصف عدد الناخبين في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي.
  3. أما الطبقة السياسية، وبكل مكوناتها، فقد وقفت تبشر وتهلل لهذا الانتقال وتعد بالخير الوفير، فراحت تتقاسم المغانم والامتيازات، وتتخذ القرارات، وتصادق على القوانين، وتفتي وتشرع وتتغول، وتوصد المنابر أمام من يخالفها الرأي وكأنها تعيش أبدا.
  4. أما الشعب، فقد راح ينتظر ثم يعتصم، ثم يٌضرب، ثم يتظاهر، ثم ينتفض ثم  يثور على تغول السلطة وعجزها في الآن نفسه على تحقيق ما وعدت به، وعلى تجييشها للشوارع والمساجد، وعلى استباحتها لخطاب التخوين والتكفير والاغتيال وتقسيم الشعب إلى إسلاميين وعلمانيين. نعم لقد قرر الشعب حسم مسألة ثانية يوم 08فيفري 2013 إثر هبة شعبية مليونية رهيبة أجمع فيها كل التونسيين من كل الأعمار والأجناس والفئات الاجتماعية والمشارب الفكرية والعقدية على أن الشعب واحد لا ينقسم.
  5. وجه الشعب التونسي رسالته إلى الجميع، حكاما ومعارضين، ليحتكموا إلى العقل والمصلحة الوطنية العليا، ورَسم خطا أحمر للجميع للتوقف عنده، وعلى الجميع الاستجابة لنداء الشعب وعزل قوى العنف الممنهج والجريمة المنظمة وإسقاط مشاريع الفرقة والتقاتل الأهلي بين التونسيين، كما على بعض قوى المعارضة ألاّ تغتر وتنتشي بانتصار هو في الواقع انتصار الشعب لنفسه...انتصار للحرية والوحدة الوطنية وإقصاء للفرقة والتقاتل الأهلي والعنف الممنهج والجريمة المنظمة وأن تنظر إلى اللحظة التاريخية نظرة متبصرة هادئة بعيدا عن كل مزايدة ومكابرة.
  6. إن يوم الثامن من شهر فيفري هو يوم الإعلان عن الفصل الثاني من الثورة إذ حدد الوحدة الوطنية كشرط لاستكمال نجاحها وصنع من المناضل الشهيد رمزا بث فيه روح الشعب- كافة الشعب- ودعا إلى عزل قوى العنف الممنهج والجريمة المنظمة والتقاتل الأهلي بين التونسيين كشرط لتحقق الوحدة الوطنية ذاتها.
  7. إن الثوريين والديمقراطيين الحقيقيين لا ينحرفون على مطالب الثورة ، ومطلبها الآن،  في تقديرنا هو ضمان وحدة التونسيين وحمايتها، فلا منوال التنمية المنشود يتحقق، ولا بناء الدولة من الأسفل نحو الأعلى ممكن بدون وحدة التونسيين وتصميمهم على عزل قوى العنف الممنهج والجريمة المنظمة والتقاتل الأهلي بين مواطني البلد الواحد. وعليه- وكما كان هذا المنوال وهذا البناء للدولة الاجتماعية والنظام الديمقراطي مستحيلا في ظل النظام البائد- فهو يصبح الآن أكثر استحالة أمام العنف الممنهج والجريمة المنظمة والتقاتل الأهلي.
  8. يتعين،  والوضع على ما هو عليه، وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والاعتراف بأن يوم الثامن من شهر فيفري 2013 هو يوم زلزلت فيه الأرض تحت أقدام الجميع إذ دقت ساعة الاعتراف الرسمي من قبل القائمين على السلطة بأزمة عميقة  وفشل ذريع في إدارة المرحلة، كما دقت ساعة اعتراف المعارضة بفشل منوالها السياسي في تحقيق أهداف الثورة.
  9. فالجميع الآن يعترف بهذه الحقائق إلا بعضا من المكابرين من هنا وهناك. وعليه يتعين على الجميع وعلى قوى تونس الحرة تحديدا قراءة اللحظة التاريخية الفارقة التي تعيشها الثورة التونسية المعلنة عن إبطال آثار نتائج انتخابات 23 أكتوبر والإنخراط مباشرة  في حوار وطني شامل بين كل التونسيات والتونسيين تنبثق عنه- حالاً- خطة عاجلة ترسم ملامح خارطة الطريق. فالواقعية تقتضي ربح معركة الزمن الذي تراهن عليه قوى العنف الممنهج والجريمة المنظمة والتقاتل الأهلي بين التونسيين، وذلك بإيقاف النزيف الذي يصيب وزارة الداخلية الآن، فقوى العنف الممنهج والجريمة المنظمة تستهدف الجهاز الأمني في المقام الأول بإرهاقه واستنزاف قواه ثم الانقضاض عليه واستعماله بعد ذلك لبسط الهيمنة وإحكام القبضة الحديدية على الدولة والمجتمع. إن هذا الأمر لا يسمح بالمزيد من التفكير، بل يقتضي الفعل والمبادرة.
أما القراءة الثورية لهذه اللحظة الفارقة فهي المشاركة في إعادة النظر في المنوال السياسي لإدارة المرحلة بعد اعتراف الجميع تقريبا بفشل المنوال السابق والاستعداد لمناقشة منوال جديد يأخذ بعين الاعتبار الأجهزة الدستورية والقانونية الأساسية التي تستجيب لمطالب الثورة وتضمن القطع مع الماضي ومن أهمها قضية شهداء الثورة وجرحاها، المحاسبة ومؤسساتها، النظام الانتخابي الضامن للسيادة الحقيقية للشعب في إدارة الشأن العام...وذلك بقطع النظر عن الفضاء الذي سوف يُؤويه والأطراف التي سوف تحضره وإنّ ثقتي لكبيرة في قوة المقترح ووجاهة التصور لدى قوى تونس الحرة وشركائها في المشروع الوطني. أما المشاركة في الحوار الوطني، وإن تعددت وسائله، فهي لا تعوق التواصل المباشر مع الشعب التونسي، بل تستحثه وتدفع به إلى المقام الأول.
عاش الشعب التونسي موحّدا صامدا.
عاشت ثورة تونس منارة لثورات العصر الحديث
عاش العمل الثوري والديمقراطي المشترك.
لا عاش في تونس من خانها
ولا عاش من ليس من جندها.
                                                              

                                                                      رضا شهاب المكي
قوى تونس الحرة

mercredi 13 février 2013

الثورة رحلة نحو المستحيل أو لا تكون " سنية شربطي "



إنٌ المهمشين والمفقرين كانوا منذ الأزل وقودا لكل الانتفاضات والثورات . وهذا ما برهن عليه الانفجار الثوري التونسي في كل ملاحم نضالاته ضد نظام الاستبداد والتفقير السائد بحكم إرادة المنظومة العالمية المافيوزية . واليوم يواصل الشعب الثائر بتونس مقاومته ضد نفس النظام وإن تغيرت وجوه القائمين عليه . فكل يوم نشهد إبداعا شعبيا عفويا  للتصدي لكل مراوغات العملاء المحليين مستوحاة من معاناة هذا الشعب وكان أحدثها هبته لتشييع شهيد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية شهيده الرمز شكري بلعيد إبن رحم الحاضنة الشعبية إبن جبل الجلود  إبن الحركة التلمذية إبن الحركة الطلابية إبن الحركة النقابية إبن الحركة الحقوقية إبن الحركة السياسية الراديكالية فكان صوت المقهورين من مهمشي ومفقري بلده . هذا الشهيد الذي إختار المقاومة من أجل شعبه وبلده  تحت راية الحرية إستحقاق بشري فغدرت به أيادي أعداء الحريٌة . لكن شعبه هب ليتصدى للقتلة وأعلن رفضه للغدر بأبنائه وأعلن لفظه لقتلة الحرية . فيا حرائر و أحرار تونس لا تهنٌوا ولا تحزنوا بل هبٌوا للإستنارة بشمعة شهيدكم التي أضاءت طريق الحق والحقيقة هبٌوا لفرض كرامتكم وهبٌوا لإفتكاك حريتكم وهبوا لإفتكاك تقرير مصيركم بعيدا عن مهرجان الفرجة السياسية بأيادي ووجوه لا تفقه كنه تونس ومعاناتها. فرجة سياسية تقودها دعوة وهمية تناشد إستقرارا هشا فينحاز للسائد . والأصل أن إستعادة المهمة الثورية هي البحث المستنطق لواقع جوهر الحراك الإجتماعي وإستنباط الحلول التي تقترحها علينا إلحاحاته فمعضلات هذا الواقع المعاش اليوم تختلف بنيويا ومضامنيا  عن ما فات من الزمن أمام إنتهاك إقتصاد السوق وفلسفته لكل مجالات حياتنا. وحتى نقطع مع كل هذا الدمار كان لابد للشعب أن يستميت في ملحمته النضالية ضده وضد حراسه. وإن بوصلة المقهورين مبنية على نهج التقاسم للثروة العامة وفسح المجال لمبادرات التدابير التضامنية في أوسع مجالاتها والتأسيس لإسترجاع الدولة من أضيق الدوائر السفلى نحو المركز وإن حدس الثوريين من أبناء شعبي سيجعلهم يختارون المسؤولية ويستبعدون الأطرالمركزية المهترئة الخادمة الطيٌعة  لنظام الاستبداد والتفقير . فتجذر المطالب الشعبية سياسية كانت أو  إقتصادية أو إجتماعية أو ثقافية أوحتى الأمنية منها الملوح بها في هذه الفترة  لن تدرك حلا لها إلا من خلال النهج الديمقراطي القاعدي. حيث يشكل الحاضنة الحقيقية لتأسيس فضاء لحياة الكرامة البشرية . وإن إستمرارية الأشكال النضالية هي برهان جماعي متجدد رافض لمنهج أهل  التوافق وبيع الأوهام . فهم لن يكونوا منجزين لأي شعار من شعارات الحراك الإجتماعي لأنهم حريصين على التمسك بالنماذج الجاهزة المطبقة تاريخيا والتي  لا تحكي إلا عن ديكتاتورياتهم وفاشيتهم  بعنوان العقيدة حيث  تحرس وتبرر  هتك إقتصاد السوق للشعب المقهور . إن السائد في المشهد السياسي المنقول من قبل إعلامهم هو البحث في نتائج الحدث في حين أن الثوري يتصدى لأسباب تلك النتائج وتشدقهم بالديمقراطية لا يجيب فلهم ديمقراطيتهم أين الحاكم السيد و لنا ديمقراطيتنا أين يكون المحكوم السيد . فديمقراطية الأحزاب المتغولة  أو بالأحرى الشركات التجارية تتضارب مصالحها أصليا مع أهداف الحراك الإجتماعي للمفقرين . فيغلب على سلوكها كل وسائل الترغيب و الترهيب للهيمنة وتسجيل ربحيتها الحزبية ولو كان على حساب الوطن وإن كان ذلك بترك المجتمع يتدافع وإن كان ذلك بصناعة القتل .إن الحديث عن هذه الأحزاب التجارية وكشف مخططاتها البعيدة أصليا عن إرساء أي  منوال تنموي مثلا . إنها مختصة في صناعة الموت ولا تحتاج للاجتهاد في غيره مادام حقلها الأم هوإقتصاد السوق السائد بطبعه  . إن الثوريين اليوم محمول عليهم أكثر من أي وقت مضى إلى جانب الكشف عن السياسات التدميرية للمنظومة العالمية وكلفتها على المفقرين من خلال منظومة التداين و من خلال حكومات خادمة لها ومبتزٌة للشعب ماديا ومعنويا العمل على بناء الوعي المؤسس على نبذ نهج المطالبة لهاته الحكومات بإنجاز أي تحول في أي مجال( فهي حاكمة حتى لا تنجز ) والقادر على الإنجاز هو الإنسان المواطن المقرر والمشارك و المسؤول هو المواطن الذي يفرض فعليا إرادته بإنشاء مجتمعات لا مركزية مبنية على التقاسم  لا على بيع الوهم من المركز. فالديمقراطية التي ينشدها الشعب الثائر هي" تلك التي تؤهل الضعيف الحصول على  نفس الفرصة التي يحصل عليها القوي"  

lundi 4 février 2013

ملاحظات إلى الأصدقاء و الرفاق الذين دعوا لتحرك يوم 07 ـ 02 ـ 2013 في سيدي بوزيد.




ملاحظات إلى الأصدقاء و الرفاق الذين دعوا لتحرك يوم 07 ـ 02 ـ 2013 في سيدي بوزيد.

لابد رفاقي أنكم تدركون وأكثر مني أن الحركة وليس في سيدي بوزيد فقط بل في كامل البلاد ظلت تراوح منذ 14 جانفي 2011 إلى الآن في مربع الاحتجاج والمطلبية دون أن تتمكن الجماهير التي تخرج كل مرة من تحقيق أي هدف من أهدافها ولا من إنجاز أي مهمة ، و لعلي لا أبالغ حين أقول أن الحركة بهذه الصورة في طريقها إلى الانحصار و التلاشي في مواجهة تكتيك استنزافي تكتيك ترك الحبل على الغارب الذي تراهن به الحكومة على تآكل الحركة الذاتي وقتل البذرة الثورية داخلها حتى تتمكن من تطويع الجماهير إلى التسليم بالأمر الواقع والذي هو ليس إلا التسليم بسلطة النهضة أو غيرها من قوى الانقلاب على الحركة الثورية وعلى مطالب الجماهير في إطار المخطط الانقلابي المتواصل والذي عبر عنه رشيد عمار يوم خاطب المعتصمين في القصبة بقوله "خلوا الحكومة تخدم على روحها ".
إن الانقلاب على الحركة وعلى مطالب الجماهير متواصل ولعله يشارف على طوره الحاسم أي طور ترسيخ الشرعية الزائفة شرعية الانتخابات الانقلابية مقابل الشرعية الثورية ولعل الجماهير في بوزيد كل بوزيد تعرف و أنتم منها وفي مقدمتها مدى تعارض الشرعيتين وعلى أي قاعدة يمكن تحقيق المهمات التي سقط من أجلها مئات الشهداء. 
لقد بينت انتخابات 23 أكتوبر التي وضعت حزب النهضة في السلطة أن طريق الانتخابات لا يمكن أن يفرز إلا قوى الانقلاب قوى التبعية قوى المال الفاسد و الجريمة. إن الانتخابات وعلى قاعدة قوى الانقلاب لا يمكن ان تأتي إلا بأعداء الشعب والجماهير للسلطة ولسنا في حاجة للبرهان على ذلك فكل التاريخ والتجارب وفي كل البلدان تؤكد ما نقول . 
إن طريق تحقيق مطالب الجماهير وتنفيذ المهمات الثورية طريق آخر هو طريق المقاومة . 
إننا أصحاب حق ولا يجب أن نطلبه من أحد وخصوصا من قوى نعرف اليوم مدى صلتها بالقوى الاستعمارية ومدى تبعيتها ومدى صلتها بمراكز النفوذ المالي والعسكري و الإعلامي والسياسي الذي يتحكم فيه نفس المجرمين الذين كانوا يحيطون ببن علي . 
إن الحقوق الشرعية للجهة يجب اليوم فرضها إننا يجب أن نتجاوز المطلبية إلى الفرض والتأسيس . الحقوق الشرعية: حقوقنا الشرعية ليس في بوزيد فقط بل في كامل البلاد ليست أقل من حقنا في موارد البلاد وفي إدارة شؤوننا بأنفسنا وفي سيادتنا على قرارنا أي قرار. 
هنا المعركة رفاقي و أهلي. 
لذلك فمبادرتكم النضالية يوم 7 ـ 02 ـ 2013 يجب أن تكون بداية حسم في مسار المطلبية من أجل فعل نضالي مقاوم متواصل من أجل فرض الحقوق الشرعية التي ذكرنا. 
يوم 7 فيفري 2013 يجب أن يكون البداية لكفاح لا هوادة فيه من أجل السيادة والموارد و الإدارة ولن يتسنى ذلك إذا لم نواجه بشكل منظم. التنظيم هنا هو قوة الصمود و الاستمرار. لا أعتقد أن شباب الأحياء واللحوم والشباب التلمذي والطلابي والمعطل و الثوريين وكل الجماهير يمكن أن تنسى تلك الأشكال التي واجهتم بها ديكتاتورية بن على في 17 ديسمبر 2010 ومعارك الدفاع الذاتي التي خضتموها بكل شجاعة وبأس و انتصرتم فيها على جهازه القمعي الذي خاب في مواجهتكم أيما خيبة. 
رفاقي وأهلي إننا عدنا لنفس المربع ولا خلاص لنا إلا بالعودة على تلك الأشكال الكفاحية المقاومة . 
إنه مطروح على شباب المنطقة وعلى ثورييها وعلى الجماهير عموما الانتظام في مجالس أو هيئات في بوزيد وفي كل المعتديات فيها يقع مناقشة كل المبادرات والتحركات والتنسيق لها وتنظيمها إننا لا نحتج إننا نقاوم . حقوقنا الشرعية تبدأ باقتناعنا أن السبيل لتحقيق مطالبنا هو مواصلة تنفيذ المهام الثورية ومواصلة تنفيذ المهام الثورية يتطلب ان ننتظم وننخرط في المقاومة ولا نتراجع أو نسلم بالوعود أو نكتفي بـ . degage
إنه علينا أن نعلن مجلسا مواطنيا ثوريا يتولى إدارة الشأن السياسي في الجهة . لا حاجة لنا بإدارة مهمتها فقط حراستنا وقمعنا. 
نريد سلطة محلية وجهوية منا وقرارا نابعا منا وسيادة شعبية لا سيادة لحكومة انقلابية قمعية .
هذا هو المعنى الحقيقي و التجسيم العملي لندائكم " ....المطالبة بالحقوق الشرعية المنسية للجهة التى يريدون جعلها مرهما انتخابيا فقط و مزارا لهم و لحملاتهم الانتخابية.
يسرقون احلامنا و حقنا فى الكرامة ثم يطلبون منا التهليل و التطبيل و أن رفعنا صوت الاحتجاج قالوا عنا عربانا و اهل خراب ."
مع خالص تحياتي