vendredi 5 avril 2013

الملف الاسود للمخابرات الامريكية فى محاولات تصفية زعماء العالم


تنفق وكالة المخابرات الامريكية وقتا طويلا لتنفيذ مخططاتها للسيطرة على العالم لكنها تنفق وقتا اطول للدفاع عن نفسها وتبرير تصرفاتها وتجميل صورتها التى اصبحت قبيحة بفعل عمليات الاغتيال التى نفذتها على مدار تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية وتجارة المخدرات التى ترعاها وتساند اصحابها والتدخل فى شؤن بعض البلاد والغزو والاحتلال ..وعلى مدى تاريخها الطويل لم تكف عن التصفية الجسدية لمعارضى الولايات المتحدة والزعماء الذين قادوا حركات تحرر اقلقت الدولة العظمى وارقت نومها .والمفزع ان مؤامرات المخابرات الامريكية كانت سرية للغاية لكن بوش الابن قالها صراحة :اقتلوا ...ما دام القتل فى صالح امريكا .

اغتيال عبد الناصر

لقد وصلت اصابع وايادى المخابرات الامريكية للقادة العرب وحاولت اغتيالهم وكان لجمال عبد الناصر نصيبا كبيرا فى محاولات المخابرات الامريكية .فقد تعرض عبد الناصر لعشرات المحاولات لاغتيالة ولكنة نجا منها باعجوبة معظمها اكتشف قبل التنفيذ بدقائق والبعض منها كان الجناة فرادى ومنظمات عالمية ودولا كبرى .فقد كانت المخابرات الامريكية فى الستينيات وضعت على قوائمها 346زعيما وحاكما وكان ناصر فى الترتيب الثانى بعد فيدل كاسترو رئيس كوبا وكان على القائمة معة رئيس فيتنام الجنوبية (وييم)والاسقف (مكاريوس )و(فرنسوا بابا)زعيم هاييتى و(روفائيل تروجيليو)رئيس الدومانيك و(سوكارنو)رئيس اندونيسيا (وشارل ديجول)رئيس فرنسا..ثم جون كينيدى الرئيس الامريكى.وكانت العملية الوحيدة التى نفذتها المخابرات الامريكية هى العملية التى استهدفت الرئيس الامريكى بينما فشلت العمليات الاخرى.

فقد طلبت المخابرات الامريكية اغتيال عبد الناصر اول مرة عام 1955ولكن هذا الطلب لم يتحول الى خطة تنفيذية فقد كان مجرد اقتراح لم ينفذ وفى عام 1956طلب انتونى ايدن رئيس وزراء بريطانيا من مايلز كوبلاند التخلص من عبد الناصر وقد تحول طلب ايدن الذى كان يكرهة عبدالناصر الى لجنة خاصة اجتمعت 17مرة فى ثلاثة ايام ولكن هذة الاجتماعات لم تسفر عن خطة للاغتيال .المحاولة الثالثة كانت عندما صدر قرارا بتكليف ريمون روكا ووليم هود ونيوتن ميللر وهم من المخابرات الامريكية بدراسة ملف عبد الناصر وقدم الثلاثة تقريرا مفصلا عن امكانية اغتيالة واتفق الثلاثة على ان افضل طريقة للقتل لابد ان تكون ساذجة وبسيطة ولتكن وضع السم فى القهوة او فى اى مشروب .وعندما فشلت محاولتهم فى تنفيذ ماتفقوا علية قدموا استقالتهم ورغم مسلسل الفشل التى لاحقت المخابرات الامريكية فان مايلز كوبلاند لم يياس ففى اوائل 1957بحث بنفسة خطة لاطلاق النار على عبد الناصر لكنة فشل.

قتل القذافي

وقائمة الزعماء العرب كانت تضم الرئيس الليبى معمر القذافى الذى قتل على ايدى الثوار الليبين .وقد اشرف الرئيس الامريكى ريجان على محاولة قتل القذافى فقد كانت فكرة التخلص من الرئيس الليبى تسيطر على تفكيرة ووضع ضابط المخابرات روبرت جيتس خطة لاستيلاء جيش امريكى مصرى على ليبيا وكانت هذة حركة جريئة كان من الممكن تغير خريطة شمال افريقيا وكانت تحركات القذافى مراقبة عن قرب فى اوائل 1986بمساعدة الموساد كان مبرر اتخاذ اجراء ضد القذافى هو ادعاء مسؤلية ليبيا عن انفجار قنبلة فى ملهى (لابل)فى برلين الذى اودى بحياة جندى امريكى.

فى 14ابريل عام 1986ارسلت تسع طائرات لمهاجمة مجمع القذافى حملت طائرات 36قنبلة زنة 2000رطل موجهة باليذر وتم التخطيط بدقة ليكون ضرب القذافى قبل نشرة الاخبار المسائية بدقائق وقد اعدت نشرة اخبارية تضمنت بالفعل خبرا عن وفاة القذافى التى جاءت على اثر هجوم طائرات .نجا القذافى من الهجوم لكن الضربات الجوية اصابت اثنين من ابنائة وقتلت شقيقة ومائة من السكان القريبين من مجمع القذافى وكل مافعلتة المخابرات الامريكية بعد ذلك انها سارعت بتكذيب استهداف القذافى بصفة شخصية .

استهداف فضل الله

مدير المخابرات المركزية الامريكية ويليام كيسى الذى اشرف على محاولة اغتيال القذافى كان هو نفسة الذى حدد جائزة مقدارها 3ملايين دولار لمن ياتى براس الشيخ فضل الله زعيم حزب الله السابق .وبعدها حاولات اغتيال حسن نصرالله الزعيم الحالى للحركة فى محاولة خطط لها عملاء لاسرائيل فى6يونيو 2002كانت اصابة نصرالله بالانفلونزا سببا فى نجاتة فقد حالت بينة وبين المشاركة فى المؤتمر القومى الاسلامى الذى عقد فى بداية يونيو 2002فى بيروت .

ومحاولات المخابرات الامريكية ليست مقصورة على البلاد العربية فقط ولكنها فعلت هذا فى بلاد مثلت لها مصدر قلق وتوتر فقد اشرف ويليام كولبى مدير المخابرات السابق على برنامج اطلق علية اسم(فينكس)وعلى عدد من العمليات التى قالوا انها تستهدف تحييد قادة ومنظمى (الفيت كونج)السياسين فى فيتنام الجنوبية وقد قتلت المخابرات الامريكية 20587من نشطاء الفيت كونج فيما بين 1867و1971فقط ونشر الفيتناميون تقديرات اعلى من ذلك بكثير حيث اعلنوا ان نحو 41الفا لقوا حتفهم وربما كان الذين قتلوا على الفور فى عمليات فينكيس اسعد حظا من من 29الفا مشتبها فيهم من الفيت كونج الذين عذبوا واستجوبوا باساليب وحشية وفى عام 1972ادلى طابور من الشهود بشهادتهم امام الكونجرس الامريكى بشان الاساليب التى اتبعها محققو فينيكس .كيف كانوا يستجوبون المشتبهة فيهم ثم يلقون من الطائرات وكيف كانوا يقطعون اصابعهم واذانهموكيف كانوا يستخدمون الصدمات الكهربائية ويدقون الخوابير الخشبية فى ادمغة بعض المسجونين .

ليس غريبا بعد ذلك ان تحظى فرق الاغتيالات الامريكية بحظوة لدى الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون فبعد مذبحة (ماى لاى)التى وقعت فى حرب فيتنام حيث ذبح الجنود الامريكيون 300من المدنيين العزل بينهم نساء واطفال بعدما كان هناك اتجاة لخفض اعتمادات برنامج قتل المدنيين .لكن نيكسون عارض ذلك بشدة وقال ببساطة لابد لنا من المزيد من الاغتيالات والقتل .

السقوط فى بحر الصين

وكانت للمخابرات الامريكية دورا هاما فى ترويع امن بعض زعماء العالم ففى عام 1955كادت الوكالة الامريكية تنجح فى اغتيال الزعيم الصينى الشيوعى (شواين لاى)حيث وضعت القنابل على طائرة الرئيس الصينى وهو متجهة من هونج كونج الى اندونيسيا لحضور مؤتمر باندونج وف اللحظة الاخيرة غير الرئيس الصينى الطائرة وبذلك نجا من السقوط فى بحر الصين الجنوبى حيث انفجرت الطائرة فى الوقت المحدد.

وفى عام 1960كان(رفائيل تروخيو)رئيس جمهورية الدومينيكان قد اصبح مصدر ازعاج لواضعى السياسة الامريكية بعد ان كان على مقربة من تفجيرثورة شاملة فى بلادة كانت الطريقة الوحيدة لتلافى هذا الاحتمال غير المرغوب فية هو قتل تروخيو على الفور وهو ماحدث فى اوائل 1961فقد قتل تروخيو وهو فى سيارتة خارج بيتة وظهر واضحا ان المخابرات الامريكية كانت قد وفرت السلاح والتدريب لمنفذ العملية .ولم تكد تتخلص المخابرات الامريكية من تروخيو حتى قرر مديرها فى هذا الوقت (الن دالاس)ان زعيم الكونغو (باتريس لومبوبا)يمثل تهديدا على امريكا وان التخلص منة هدف ملح واساسى للحصول على مساعدة مهمة ابعاد الخطر وقد لجات المخابرات المركزية الى قسم الخدمات الفنية بالوكالة الذى كان يراسة سيدنى جوتليب وكان هذا القسم بيتا من الرعب ..وقد ابتكر القسم الفنى سما حيويا يشبة فى اعراضة مرضا مستوطنا فى الكونغو وسلم رئيس قسم الخدمات الفنية بنفسة الجرثوم الى الكونغو عبر شنطة دبلوماسية وبها سرنجة وقناع من الشاش وقفازات مطاطية وتسلمها لورانس دلفين رئيس الوكالة فى الكونغو وقامت المخابرات الامريكية بوضع الجرثومة فى معجون اسنان الرئيس الكونغولى .

التخلص من كاسترو

وعندما جاء الدور على فيدل كاسترو الرئيس الكوبى لم تدخر جهدا على مدى ربع قرن للتخلص منة ففى 2فبراير 1959القى حراس الامن الكوبيين القبض على الامريكى (لان روبيرت ناى)فى غرفة باحد الفنادق الموجهة للقصر الجمهورى وكان بحوزتة بندقية بعيدة المدى وكان مستاجرا لقتل كاسترو عندما يصل الى القصر .وحاولت الوكالة تصميم طريقة لتشبيع ستوديو الاذاعة الذى يلقى منة كاسترو احاديثة بعقار الهلوسة البخاخ وغيرة من المنشطات النفسية وكانت هناك خطة اخرى تركز على تشبيع نوع السيجار المفضل لدى كاسترو بالمخدرات المؤثرة على العقل وقد صنعت مكونات الخطين فى معامل سيدنىجوتليب وفى عام 1967طلب جوتليت من المفتش العام الجنرال ايرمان خطة اخرى طلب منة فيها تشبيع السيجار بالسموم .وخلال رحلة كاسترو الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة عام1960حاول عملاء المخابرات الامريكية انجاز مهمة اطلق عليها (تدبير ازلة الشعر)وكانت الخطة تقضى بوضع املاح الثاليوم فى احذية كاسترو املا فى سقوط السم شعر لحيتة وعندما يعطى الثاليوم بجرعات كبيرة فانة يحدث الشلل او الوفاة ولكن الغيت المهمة فى اخر لحظة .وعندما جاء اغسطس1960كان التخلص من كاسترو قد اصبح من اولويات قيادة المخابرات الامريكية ودفع الن دالاس ونائبة ريتشارد بيسل اجرا كبيرا لجونى روسيلى احد افراد العصابات فى نيويورك لقتل كاسترو لكنة فشل هو الاخر رغم انة قد اعد اقراص السكارين السامةلتوضع فى طعام كاسترو.

ولم يكن كاسترو هو الهدف الوحيد والملح على المخابرات الامريكية فقد كانت هناك محاولات متكررة لاغتيال شقيقة راؤول وصديقة تشى جيفارا وقد نجحا فى تصفيتهما.

القتل المعنوي

ان التاريخ الدموى لامريكا جعلها توقع فى 4ديسمبر 1981على القرار رقم 12333الخاص بالاغتيالات وكان نصة لايشارك اى شخص موظف لدى الحكومة الامريكية او يعمل باسمها فى الاغتيالات ولايتامر على اشراك احد فيها .

وهذا الردع القانونى جعل المخابرات الامريكية تزيد من وحشيتها ولكنها تنفذ الاغتيالات بطرق اخرى ومنها القتل المعنوى فالمخابرات الامريكيةتضم 15جهازا وتصل ميزانيتها الى 50مليار دولار لحماية الولايات المتحدة.

هذه بعض جرائم المخابرات الامريكية