رغم دأبي الشديد على الكتابة و لو لنفسي إلا
أني أقسمت بأغلظ الأيمان و أوكدها أن أهجرها الهجر الجميل و أن أطلقها بأبغض
الحلال عند الله بعد أن تزوجتها ذات عام زواج المكره ... لكن حدث الذي أعادني
إليها , قد يكون الحنين للحب الأول , أو لعله الإنصياع لسلطان القلب , أو ربما
الإدمان على العادة ...
فعلا أعود إليها و ما أتعسني فقد دخلت منذ
أيام إلى محل من المحلات التجارية فوجدت من فيه من صاحب المحل و زبائنه يتحدثون في
أمر السياسة اليوم و ما أن دلفت إلى الداخل حتى سألني من يعرفني منهم قائلا :
"ماذا تقول في أداء الحكومة "
فرددت دون إطالة تفكير : " أداء رديئ
"
فردو قائلين : أنت ضد الحكومة
فتعجبت الرد و حرت الجواب بل أردفني أحدهم
قائلا : أنت من اليسار
فزمجرت قائلا : "لايهمني لا اليسار و لا
اليمين "
قلت محاولا إعمال فكري : هذه الحكومة لم تقم
بأي شئ يذكر
قال أحدهم : و ما أدراك
قلت : قلت ليس لها برامج و لا آليات عمل
فقال : و هل تركتموها تعمل الكل يضع عصاه
الغليظة في عجلة الحكومة لأنها حكومة الدين , الكفار الهمليون , اليسار الملحد
قالها بإنفعال شديد قول الواثق من نفسه فكدت
أصدقه و أكذب نفسي .... لهذا أخذت قلمي
علني أجلو غشاوة عن لبس في الفهم
أقول بدءا لمن يقرأ ما أكتب أني لا أدافع عن
فكر سياسي معين فأنا المستقل فعلا و إن شابه فكري بعض الأفكار السياسية .
الحكومة التي تسير هي حكومة ديمقراطية هي
حكومة الإنتخابات النزيهة و هي أيضا حكومة الإنتخاب العاطفي فمن صوت لحزب حركة
النهضة هو متعاطف مع النهضويين الذين دخلوا السجن ذات سنين و نالوا شتى أنواع
التعذيب و التهجير و صوت أيضا لحزب قال عن نفسه أنه حزب إسلامي قوامه شرع الله ,
كتاب الله و سنة نبيه أو هكذا يعتقد عامة الناس..
و من
صوت للمؤتمر صوت لرئيس هذا الحزب , فهذا الرجل ما عهدنا فيه غير الصدق و ما ألفنا
عنه غير الثبات على المواقف و لم يتراجع يوما عما آمن به و كان أيضا رمزا
للرجل المثقف البسيط المتواضع ولعل فكر و مرجعية المؤتمر لا يفقهها حتى المنتسبين
لحزب المؤتمر ذاتهم.
أعود فأقول
أن حزب النهضة حزب إسلامي هو المفروض يأخذ تعاليم الإسلام قرآنا و سنة لكن
عندما ترى قيادات نهضوية نسوية وهو أصل في الإسلام أو عندما ترى قيادات رجالية
تقصر لحاها و إعفاء اللحية أصل في الإسلام أو عندما تسمع أهل السياسة النهضويين
يقولون أن القرآن سيكون مصدر من مصادر التشريع و أن الدولة المدنية توجب عليهم ترك
ما وجد في النص القرآني فإنك تشكك فعلا في المسمى حزب حركة النهضة و أنا أتعجب كل العجب كيف لحزب أن يترك القرآن و يبحث عن مصدر آخر من مصادر التشريع و المسألة عندي تتلخص في أمرين لا ثالث لهما :
إما أن يكون أصحاب هذا الحزب يتحايلون على الناس لأنهم يعلمون صعوبة تطبيق الإسلام في مجمع تونسي غزته الحداثة الغربية و إن ثباتهم على إسلامية حزبهم و تطبيق ما جاء في النص القرآني يخسرون جاها سياسيا لذلك قالو عن أنفسهم أنهم ينتمون للإسلام الوسطي و هو الإسلام الذي يسوق له الغرب . إسلام يسهل عملية التواصل مع الغرب . إسلام يدعو للتسامح مع الديانات و أساسا اليهودية و بالتالي فكر جديد يحترم الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين .
الغرب يمتدح حزب النهضة و قياداته و أمريكا أيضا تمتدحهم و تقول على فكر النهضة أنه فكر نير متطور. و هو الإسلام الذي تريده أمريكا و أنا أسأل بكل عفوية لماذا لم تمجد أمريكا إسلام تنظيم القاعدة ؟؟؟؟
أليس فكر تنظيم القاعدة فكر إسلامي؟؟؟؟ أو الفكر الإسلامي لحركة حماس و الحركات الإسلامية الأخرى ؟؟؟؟
أليس فكرا إسلاميا و أتسائل أيضا بكل عفوية لماذا تمجد الباترونة الجديدة قطر فكر النهضة وهي تحتوي على أكبر قاعدة أمريكية و على أكبر تمثيل ديبلوماسي إسرائيلي ؟؟؟؟
رفيق رحالي
معطل عن العمل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire