في كل مرة ألاحظ اجتهادات من بعض المهتمين بالوضع التونسي تلامس
الحقيقة ولكن لا تقر بها صراحة وهذا أيضا يتبع الاليات القديمة للقرن الفائت بما
فيها التشكل في حزب ما جديد أو محدث هو حزب وله مقومات الفكر القديم من مركزة و
وكالة على الاخر بحرمان الفرد من أن يكون مواطنا مشاركا ومقررا ومسؤول بل تدفنه في
قبر التواكل والااتمار ...و ان ناد الأحرار منذ انطلاق الحراك باعادة هندسة
لمنظومة السلط
العامة من المحلي الى المركزي من الوصايا المركزية الى تأسيس
التسيير الذاتي فان ذلك ليس تشبها بالفيدرالية فهي أيضا هندسة قديمة تعتمد توزيع
الصلاحيات أما البناء القاعدي فهو القائم على التقاسم ثم التقاسم ثم التقاسم وهذا
ترجمة على الطبيعة الاجتماعية للحراك الثوري الذي استشهد أبناؤنا من أجله فالبناء
القاعدي هو الذي سيفسح المجال للأبناء الشرعيين من الاحياء الشعبية والجهات
المحرومة من التمثل في أدوار تسيير السلط العامة من أضيق الدوائر القاعدية
الىالتنسيق مع الجهة الى الانجاز مركزيا ما تم برمجته من الأصحاب المباشرين للشأن
العام بهذا فقط يمكن انتظار ابداعا في خلق مجالات حياة كريمة وأساسا في المعضلة
الاجتماعية بالكشف عن المناحي المظلمة في اقتصاد النهب السائد واتخاذ منهج
الاقتصاد التضامني أما في حالة الانتظارية هذه أو الحديث عن القائمين على السلطة
المخصية من شركات النهب ومعارضتها الجالسة في الكرسي الاحتياطي لخدمة نفس هذه
الشركات وحراسة أرباحها فان كل الهرج والمرج لأكذوبة التداول الديمقراطي على
السلطة أيضا قديم لانه لن يفتح سبيل العيش الكريم للمفقرين وسيبقي التفقير جاثما
على اهالينا وهو في تزايد ان هندسة لا تهيكل من أجل دحر التفقير والمتسببين فيه من
المافيا العالمية ووكلائها المحليين لن تفيد التاريخ الحالي والاتي ...على كل أنا
مؤمنة أننا في مسار ثوري وان المشهد السياسي ميت لمحالة فهو بال ولن يجيب عن
همومنا وان تعطل المسار الثوري بفعل المؤامرات المتوالدة من جهلة القوم محليا ومن
مكاتب مجابرات المأمورة من شركات النهب العالمية فان النصر ات من المهمشين والى
المهمشين وليس في تونس فقط بل سيعم العالم ولنكن متواضعين خاصة لمن لهم وهم
الاستقرار المادي لان ان معركة المفقرين هذه المرة سيقودها المفقرون انفسهم لا
وكلاء لهم
ولن يختاروا الانتماء الحزبي بأي شكل لان
حدسهم الثوري النابع من الحاحية استحقاقاتهم الواقعية يجعلهم مدركين ان عصرا جديدا
لاح وبان هو عصر الحريات الانسانية لا السياسية وسينتجون من واقعهم طريق التشكل
القاعدي الذي يؤمن لهم السيادة على مصيرهم ولن تكون للهيئات القائمة سابقا وحاصرا
نواة او داعمة لمسار ثورتهم الاجتماعية وما على المنحازين لمن هم تحت إلا ان
يتسلحوا بنكران الذات وينغمسوا في اوساط اهاليهم اي المجتمع الاهلي لا المجتمع
المدني الفوقي فهناك البرنامج الجديد لقيام اسلوب تنظم وتعاطي مع الشأن العام لم
يكتب سابقا وليس
بالمجالسي ولا بالحزبي انه شيء جديد قادم فلنفسح له المجال
سنية شربطي